الحوار المسرّب يظهر تعمّد تجاهل ما يجري في الكويت والبحرين والتركيز على ليبيا وسوريا لتضليل المشاهدين
كشف شريط فيديو مسرّب من استوديوهات قناة ''الجزيرة'' القطرية، فضيحة من العيار الثقيل، موثقة بالصورة والصوت، تظهر مدى تبعية القناة في خطها التحريري، من خلال حرصها على توجيه البرامج واللقاأت الحوارية، وعملها على توصية ضيوفها المحللين على انتقاد دول عربية دون أخرى، في إطار التناول الإعلامي لما يعرف بالثورات العربية التي يشهدها الشارع العربي في الكثير من البلدان.
شريط الفيديو الذي جرى بثه في بادئ الأمر، على موقع ''يوتوپ'، قبل أن يتم منعه مرتين وسحبه من الموقع بناء على طلب من إدارة قناة ''الجزيرة''، تحصلت ''النهاز' على نسخة منه، وتنشره كاملا على موقعها الإلكتروني، يظهر المفكّر السياسي والعضو السابق في البرلمان الإسرائيلي، عزمي بشارة، وهو يذعن لإملاأت منشط ومعلّق الجزيرة الصحافي السعودي علي الظفيري، الذي كشفته لقطات الفيديو وهو يقوم بالإتفاق مع ضيفه المحلل على تضليل المشاهد، من خلال الحرص على تناول دول عربية واستثناء أخرى، رغم أنّها كلها تشهد حراكا اجتماعا، في إطار ما يسمى بالثورات العربية.
وتكشف لقطات الفيديو المسرّب، الذي تم تصويره خلال فترة ''الفاصل الإعلاني''، دون أن ينتبه للأمر الصحافي السعودي وضيفه عزمي بشارة، كيف أن هذا الأخير طلب عدم تناول مملكة الأردن ضمن موضوع الثورات العربية واستثنائها، فيما راح الصحافي السعودي علي الظفيري، يدافع عن قيامه بعدم التعمّق في موضوع الثورة الشعبية في البحرين والإكتفاء بتناول الموضوع بشكل خفيف، والتركيز على السعودية، بقوله:''لقد بيضت صفحة المؤسسة''، في إشارة إلى قناة ''الجزيرة''.
كما تظهر اللّقطات المسرّبة، كيف أن من تستضيفهم القناة القطرية على أساس أنهم محللين وخبراء، يقدمون خدماتهم ''تحت الطلپ'، حيث يخاطب المحلل عزمي بشارة الصحافي السعودي ''عندك عقد انتا، طلعتلي كل عقدك.. وكل قصصك مع السعودية طلعتها''، فيما يرد صحافي ''الجزيرة'' على ضيفه بقوله:''اسمع الكلام هذا من أخوك الصغير.. بيضت صفحة المؤسسة.. والله لو أقعد 100 سنة ما يقولو الكلام هذا..بيضت صفحة المؤسسة هذا أهم شيء''.
وبدا من خلال الحديث المسرّب بين صحافي الجزيرة والمحلل والنائب السابق في البرلمان الإسرائيلي عزمي بشارة، تركيزهم على تناول موضوع الثورة في سوريا وليبيا، مع تفادي ذكر دول أخرى، مثل البحرين والكويت. وفي هذا الإطار؛ قال الصحافي علي الظفيري معلقا على الإنتقادات التي تتلقاها القناة القطرية فيقول:''هما نص تعليقاتهم مَرَضية، قبل ما يصير شي وين الجزيرة.. وأيضا بسوريا اليوم''، في إشارة إلى تنامي الإتهامات ضد الجزيرة، بكونها تتعمد تضخيم الأحداث في عدد من الدول مثل سوريا وتهوينها وتقزيمها في دول أخرى مثل الكويت التي قال بشأنها:''يعني الكويتيين اللي ماطالبو الثورة شغالين علينا اليوم وين التغطية اللي كانو طول عمرهم يهاجمونا''.
وقد شكلت العبارة الأخيرة من تعليق صحافي الجزيرة اعترافا صريحا من جانبه، يكشف تعمد القناة القطرية عدم التطرق للأحداث في الكويت، لتجنّب الإنتقادات.
> ennaharonline.com