Saturday, July 16, 2011

مامفكينش.. مامصوتينش.. وماصيمينش!

ظهور حركة 20 فبراير في المشهد المغربي تزامنا مع النهضة العربية، شكل بحق نقلة نوعية في المغرب خصوصا على مستوى المشهد السياسي والاجتماعي، بعد أن خيم على المشهدين سبات ساهمت فيه عدة عوامل داخلية في مجملها.
الحركة لم تنجح في إيقاظ المواطن العادي والمتحكمين في مصير المغاربة فقط، لكنها أيضا فتحت الباب لإصلاحات تعد خطوة مهمة لصناعة مغرب المستقبل، حتى وإن إعتبرها البعض غير كافية.
من جهة أخرى استطاعت الدولة المغربية التعامل بذكاء إلى حد ما مع الحركات الإحتجاجية، بإستثناء بعض الانزلاقات التي كادت أن تدخلنا فيما لا يحمد عقباه، الشيء الذي أعطى المغرب ميزة الإستثناء والتفرد عن باقي دول العالم العربي، بسبب استجابة الحاكم لصوت الشارع!.
هذا الإستماع تجسد في دستور ممنوح، ديمقراطي، يرسخ الملكية البرلمانية أو الدستورية.. التسميات كثيرة لكنها لا تقدم ولا تؤخر، لأن الأهم هو أن هذا الدستور رغم قصوره وكثرة مكابحه، مقارنة مع دستور 1996 يشكل تطورا يحتاج للتفعيل، فمهما إرتفع منسوب جمال القوانين لا يعني بالضرورة ديمقراطية أو نجاح، لأن الدستور ليس بغاية كما قال الملك، وليس بنهاية العالم ولا بنهاية الإصلاح، لكنه دستور إنتقالي بشكل أصح في أفق ملكية برلمانية، فكيف يمكن تحقيق ملكية برلمانية مع نفس الوجوه، نفس الشيوخ؟ هل هم قادرون على تدبير هكذا ورش؟ ألا نحتاج لفترة لتطهير المغرب من الماضي ومن المفسدين؟.
فترة لا يمكن أن تتجلى في العبارات والشعارت، لكنها تحتاج للتطبيق من مدعي الديمقراطية والنزاهة ومن طالبي الديمقراطية وإسقاط الفاسدين، فمن غير المعقول الدعوة وإدعاء الصلاح والإصلاح وفي نفس الوقت تطبيق سلوكيات العهد القديم.
ولأن حركة 20 فبراير أصبحت فاعلا أساسيا على الساحة المغربية، يعتقد مجموعة من المتابعين أنها منذ فترة بدأت بإرتكاب أخطاء ستحسب ضدها في المستقبل، وعلى لسان أعضاء من الحركة، فإن الدعوة لمقاطعة الإستفتاء ستكلف الحركة كثيرا، لأنها تدعو المغاربة للمشاركة في تقرير مصيرهم، وفي نفس الوقت تدعوهم للعزوف عن التصويت، ما وصفه البعض بتناقض واستجابة لضغط حلة جديدة،  تهيمن عليها إيديولوجيات، أفقدتها شعارها السابق كممثل لجميع المغاربة.
وفي إطار مامفاكينش، مامصوتينش، إنطلقت حملة ماصيمينش والتي كان قد دعا لها السنة الماضية نجيب شوقي أحد أبرز أعضاء حركة 20 فبراير حاليا مالي سابقا، فهل ستتبنى الحركة هذه السنة مطلب الدعوة للإفطار في شهر رمضان -دون الخوض إن كان يحق لهم أولا-، إن علمنا أنها تضم مجموعات إسلامية ما قد يسبب إنقسامات، تعاني منها الحركة في الوقت الرهان بعد أن أصر بعض الأطراف على التصويت بنعم على التعديلات الدستورية.


Faysal Bounab - http://www.sahafat-alyawm.net/detail.php?id=876 - فيصل بوناب

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More